هل يستخدم أي شخص تعرفه التقويم الشفاف للبالغين؟ هناك احتمال كبير بأن تجيب بنعم، بما أن عدد حالات تقويم الأسنان للبالغين في تزايد مستمر. يعتقد الباحثون أن البالغين يشعرون بالراحة في الحصول على تقويم للأسنان في مراحل متقدمة من العمر بفضل التغيرات المبتكرة في هذا المجال ومزايا الحصول على تقويم شفاف خاص بالبالغين. وبحسب الجمعية الأمريكية لأطباء تقويم الأسنان، أنه على الرغم من أن التوقيت الأفضل للحصول على تقويم للأسنان هو أثناء مرحلة النمو لصاحب هذه الحالة المرضية، فإن أي عمر يكون مناسبًا لحصول صاحبه على عناية تقويم الأسنان!
فوائد التقويم الشفاف للبالغين
تاريخ التقويم الشفاف
تمت دراسة التقويم الشفاف بالتفصيل في الفترة من عام 1970 إلى عام 1990، وبحسب جرّاح الأسنان ديفيد إيفانز، في مقال له بعنوان "تاريخ تقويم الأسنان"، ظهر المفهوم الأول للتقويم غير المرئي الفعّال في عام 1997 من خلال تقنية الحاسوب ثلاثية الأبعاد وتصنيع أدوات محاذاة للأسنان من البلاستيك الشفاف. تم تقديم مجموعة من أدوات محاذاة الأسنان البلاستيكية التي تشبه المثبتات لمرضى تقويم الأسنان، على أن يقوموا بتغييرها على فترات منتظمة مع انتقال الأسنان إلى مواقعها الصحيحة. أصبح المنتج متاحًا لأطباء الأسنان المدربين للاستخدام كتقنية لتقويم الأسنان في عام 2000، فتم بذلك تغيير الآراء عن تقويم الأسنان بالنسبة للكثير من البالغين الذين كانوا مترددين في وضع الأسلاك والأقواس التقليدية المستخدمة في تقويم الأسنان.
فوائد التقويم الشفاف
أصبحت فوائد التقويم الشفاف ملموسة مع تزايد أعداد المرضى البالغين الذين بدأوا في البحث عن هذه الخدمة. أصبح في استطاعة البالغين الآن تحسين شكل ووظيفة ابتسامتهم بدون وصمة الفم المعدنية المصاحبة للتقويم. فهذه الأدوات الجديدة الخاصة بالمحاذاة يمكن إخراجها من الفم عند تناول الطعام وأثناء العناية الصحية بالأسنان في المنزل، وبعد ذلك يتم إعادة وضعها في الفم حتى تستمر في وظيفتها في تحريك الأسنان. لهذه العملية نتيجة ذات شقين: أولًا، يكتسب المرضى الثقة في أن مظهر أسنانهم أصبح أفضل. وثانيًا، يتم تحسين صحة الفم من خلال المحاذاة الصحيحة للأسنان.
فالأسنان المستقيمة تكون أكثر صحّة من حيث الشكل والوظيفة. البكتيريا وأحماض البلاك وجزيئات الطعام المحشورة هي عوامل تساهم في تسوّس الأسنان وأمراض اللثة. تجذب الأسنان المحاذية والمتوافقة معًا بشكل صحيح كميات أقل من البلاك لأنها ببساطة أسهل في التنظيف من خلال استخدام الأساليب الصحيحة لغسل الأسنان بالفرشاة والمعجون والتنظيف بخيط الأسنان الطبي. كما تحتضن اللثة الأسنان بشكل أفضل عندما تكون الأسنان غير متداخلة، وهو ما يؤدي إلى محفزات أقل للالتهاب الذي يؤدي إلى مرض دواعم الأسنان. لقد ثبت أن مرض دواعم الأسنان يساهم في أمراض عامة أخرى، ولذلك تساهم الأسنان المستقيمة في تحسين صحّة الأسنان، فضلًا عن مساهمتها أيضًا في تحسين صحة الجسم.
من الفوائد الأخرى للتقويم الشفاف تقليل الآلام الناتجة عن الأسنان التي لا تكون متوافقة معًا ومحاذية بعضها لبعض بشكل صحيح. فالأسنان مثل التروس داخل الآلة:
فإذا كانت التروس غير متوافقة بشكل صحيح، فإنها ستبلَى بمعدلات غير طبيعية، وينتج عن ذلك انهيار الآلة. بإمكان الأسنان أن تنكسر أو تبلى عند خط اللثة (وهي عملية تُعرف بتآكل الأسنان الناتج عن الاحتكاك). إن استخدام التقويم الشفاف قد يقي المرضى من الحاجة لاستثمار مبالغ كبيرة في ترميم الأسنان. وإذا كانت الأسنان المحاذية بعضها لبعض بشكل صحيح تؤدي إلى تقليل الضغط الموضوع على مفصل الفك، فإن الأسنان غير المحاذية بعضها لبعض تضع ضغطًا غير طبيعي على الفك.
التقويم الشفاف: الاحتفاظ بالأسنان مدى الحياة
الهدف النهائي لمقدمي الرعاية للأسنان هو أن يحافظ كل مريض على أسنانه مدى الحياة. تمتد فوائد التقويم الشفاف لأبعد من الابتسامة الجميلة. فالتقويم الشفاف يوفر فرصة لاستقامة الأسنان وفي الوقت ذاته زيادة معدلات ثقة المريض في شؤون الحياة اليومية. وعلى الرغم من أنه ليس كل المرضى مرشحين جيدين للتقويم غير المرئي، فإن هذه المنتجات تُحسّن من صحة الفم لنسبة كبيرة من الأفراد. ومع تطوير الشركات للتقنيات المستخدمة في التقويم الشفاف، ومع ظهور الشركات الجديدة، سيستمر متخصصو الأسنان في تعلم المزيد عن محاذاة الأسنان، وهذا يمنحنا جميعًا سببًا للابتسام!