إن رائحة الفم الكريهة تنتج بشكل رئيسي من الجراثيم وجزيئات الطعام التي تصبح محبوسة في مناطق بالتجويف الفموي وتخرج رائحة كريهة. وتصبح هذه الرائحة غير المرغوب بها شيئًا مزعجًا حين تخرج من الفم أثناء التحدث واللقاءات اليومية الأخرى. وقد يكون الشخص غير منتبه أن رائحة فمه كريهة لأن الحرج الاجتماعي المحيط برائحة الفم الكريهة غالبًا ما يمنع الأصدقاء والعائلة من الإشارة إليها.
ما سبب رائحة الفم الكريهة؟ لا يوجد إجابة واحدة. ويمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة صعبة التشخيص والعلاج لأنها قد تنتج من منطقة أو أكثر من الفم.
جراثيم الفم ورائحة الفم الكريهة
تتسبب العناية السيئة بالفم في إطلاق الجراثيم المتراكمة في اللويحة السنية لغازات كريهة والتي تسبب رائحة الفم. ولأن هذه الجراثيم تتكاثر وتستقلب بجزيئات الطعام وتلصق نفسها بالأسنان واللثة، تنتج مركبات الكبريت الطيارة. وتتكون مركبات الكبريت الطيارة من كبريتيد الهيدروجين، ومركبتان الميثيل وعناصر كبريتيدية أخرى، وبالتالي تسبب انبعاث غاز يضيف إلى الرائحة الإجمالية الخارجة من الفم. ويمكن أن تخفي الأجهزة الفموية مثل أطقم الأسنان وأدوات الاحتجاز المزيد من الجراثيم. ويجب أن تكون عادات العناية الجيدة بالفم، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط لإزالة اللويحات وجزيئات الطعام، هي التوصية الرئيسية للأشخاص الذين يبدون علامات العناية المنزلية السيئة.
غالبًا ما ينتج تلوث الفم من نمو البكتيريا. ويمكن أن تصبح الأسنان، واللثة، والعظم والأنسجة المحيطة بالفم ملوثة جميعها بمجموعات مختلفة من البكتيريا التي تتباين في رائحتها. وتُنْتِج الكثير من هذه الجراثيم غازات كريهة تغير حاسة التذوق وتسبب رائحة الفم الكريهة. وتتراكم هذه الغازات الكريهة وتنبعث حين ينفتح وينغلق الفم أثناء الوظيفة اليومية الطبيعية. وأكثر الطرق فعالية لتجنب الرائحة الناتجة من التلوث هي اتباع برنامج منتظم لعلاج الأسنان وذلك لمنع الإصابات الفموية مثل تسوس الأسنان ومرض دواعم السن.
غالبًا ما يكون اللسان هو المصدر الرئيسي لتكاثر الجراثيم. حيث يحتوي سطح اللسان كثير النتوءات على الكثير من الحليمات الصغيرة والتي تُكَوّن أعناق صغيرة حيث تنمو الجراثيم وتنتج المركبات الكبريتية. وعادةً ما تقلل الإزالة بلطف للبكتيريا وبقايا الطعام التي تعيش في هذه المناطق الصغيرة من تراكم الغازات التي تسبب رائحة الفم الكريهة.
الطعام ورائحة الفم الكريهة
تطلق أطعمة معينة روائح كريهة سواء من ذاتها أو حين يعالجها الجسم للهضم. وتؤثر أطعمة مثل الثوم، والبصل، والمكونات المتبلة والقهوة على رائحة فم وغدد الشخص أثناء ما تسير عبر الجهاز الهضمي. ويجب إيلاء الاهتمام لإنعاش النفس حتى تخرج المحتويات الكيميائية لهذه الأطعمة تمامًا من الجسم. واستخدم معطرات النفس مثل العلكة الخالية من السكر والنعناع لإخفاء رائحة الطعام بدون التأثير على صحة وقوة الأسنان وأنسجة الفم.
المشاكل الطبية ورائحة الفم الكريهة
ينتج جفاف الفم المعروف أيضاً بزيروستميا (Xerostomia)، من الإنتاج الغير الكافي للعاب. حيث يحتاج الفم للعاب لتنظيفه وحمايته من تراكم الأحماض والجراثيم. حيث يزيل اللعاب خلايا الجلد الميتة من الفم على مدار اليوم، لكن يمكن استنفاده بأدوية معينة، والتنفس عن طريق الفم، والأمراض التي تؤثر على الوظيفة اللعابية والعمر. ويعاني الكثير من الأشخاص من جفاف الفم المؤقت في أوقات العصبية أو الجفاف. ويمكن لطبيب الأسنان أن يقيّم طبيعة وكمية اللعاب ليحدد ما إذا كان جفاف الفم مساهمًا لرائحة النفس الكريهة لدى الشخص.
يمكن أيضًا أن تسبب الحالات المَعِدِيّة، مثل حرقة المعدة، وارتجاع الأحماض، وداء الارتداد المعدي المريئي والغازات، رائحة النفس الكريهة. فإن الغازات التي تنطلق من المعدة تؤدي إلى مذاق ورائحة كريهة في الفم. وقد يتطلب علاج هذه الحالات التحويل إلى طبيب، لكن من الوارد جدًا أن يكون طبيب الأسنان المتخصص هو الطبيب الأول الذي يلاحظ أعراض المريض. ويمكن أن يعاني الأشخاص بعد التستيل الأنفي والتنفس عن طريق الفم أيضًا من رائحة الفم الكريهة.
إن الخطوة الأولى نحو علاج رائحة الفم الكريهة هي إدراك أعراض رائحة الفم الكريهة. ويمكن لمناقشة هذه الأعراض مع طبيب الأسنان المتخصص أن يمنع المواقف الاجتماعية المحرجة ويساعد في الحفاظ على صحة الفم.