الملايين من الأمريكيين مصابون بمرض اللثة، إلا أن الكثيرين غير مدركين لحقيقة أنهم يعانون من هذه العدوى الخطيرة. أمراض دواعم الأسنان هي أمراض تصاب بها أنسجة اللثة وتدمر العظام التي تدعم الأسنان. الالتهاب هو أحد المؤشرات الرئيسية لمرض اللثة، وهو الطريقة التي يحمي بها الجسم نفسه من العدوى. من المهم أن يتمكن الأفراد من التعرف على علامات ومؤشرات مرض اللثة. هناك طرق علاج مختلفة متاحة لعلاج مرض اللثة.
ما هي أسباب مرض اللثة؟
يعد البلاك البكتيري من أسباب أمراض دواعم الأسنان، وهو مادة لزجة تتكون باستمرار حول الأسنان. وقد يتفاقم تراكم البلاك البكتيري حول الأسنان ليمتد إلى تحت أنسجة اللثة. عند استقراره بمرور الوقت، يتصلب البلاك البكتيري ليصبح ما يعرف بجير الأسنان. في الفم السليم، تحيط أنسجة اللثة والعظام الأسنان بشكل مريح، إلا أنه عند ظهور مرض دواعم الأسنان، تتعرض العظام وأنسجة اللثة للتلف وتبدأ في تكوين الجيوب حول الأسنان. بمرور الوقت، تصبح هذه الجيوب أكثر عمقًا وهذا يُمَكِن البلاك البكتيري من الاستقرار والتزايد. يمكن إزالة البلاك البكتيري بالاستخدام اليومي لفرشاة الأسنان والخيط والتنظيف الدوري للأسنان، وقد تساعد كل هذه الإجراءات في الحد من خطر مرض اللثة.
على من يؤثر مرض اللثة؟
يعاني الكثير من الأمريكيين من آثار مرض اللثة. ويؤثر مرض دواعم الأسنان على الأطفال والبالغين. هناك حوالي 64.7 مليون شخص أمريكي يعاني من التهاب دواعم الأسنان، وذلك بحسب البحوث التي قام بها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها. مرض دواعم الأسنان أكثر شيوعًا في الرجال (56.4%) عن النساء (38.4%). هناك أشكال مختلفة من مرض دواعم الأسنان والذي يؤثر بشكل جمعي على 47.2% من البالغين في الفئة العمرية من 30 عام فأكثر. الشكل الأكثر شيوعًا من مرض دواعم الأسنان والأكثرانتشارًا بين الأطفال والمراهقين هو التهاب اللثة. تتزايد فرص الإصابة بأمراض اللثة مع تقدم السن، فالواقع يشير إلى أن 70.1% من البالغين في الفئة العمرية 65 عام فأكثر مصابون بمرض دواعم الأسنان.
العلامات والأعراض
قد تكون أمراض دواعم الأسنان غير مؤلمة، لذلك من المهم الوعي بأي من الأعراض التالية:
النزيف: اللثة التي تنزف بسهولة عند غسل الأسنان بالفرشاة أو استخدام خيط الأسنان.
الانتفاخ: اللثة الملتهبة أو الحمراء أو الطرية.
التراجع: نسيج اللثة الذي يتحرك بعيدًا عن الأسنان.
رائحة الفم الكريهة: وجود رائحة كريهة أو مذاق كريه في الفم بشكل مستمر.
أسنان مقلقلة: أسنان دائمة يمكن تحريكها للوراء أو الأمام أو إحداث تغيّر في مواضعها.
ضعف في وضع الأسنان: وجود تغيّر في وضع الأسنان فيما بينها.
ضعف في وضع الأسنان الجزئية: وجود تغيرّ في وضع الأسنان الجزئية.
الصديد: وجود صديد مرئي يحيط بالأسنان واللثة.
المضغ المؤلم: وجود آلام حادة أو غير حادة عند مضغ الطعام.
حساسية الأسنان: تكون الأسنان حساسة أكثر لدرجات الحرارة الباردة أو الساخنة.
العوامل المساهمة
هناك عوامل أكيدة تساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض دواعم الأسنان؛ مثل التوتر والجينات الوراثية والسن. ويؤثر استخدام منتجات التبغ، وكذلك صحة الفم الضعيفة، والتغذية الضعيفة، والسمنة على اللثة. كما أن المراهقين، والنساء اللاتي يتعاطين موانع الحمل عن طريق الفم، والحوامل أكثر عرضة للإصابة بأمراض دواعم الأسنان نتيجة لتغيّر مستويات الهرمونات بأجسامهم. وقد يلتصق البلاك البكتيري في الأماكن المحيطة بالأسنان المعوجة، والجسور ضعيفة التركيب، والحشوات البالية أو ذات الشقوق. كما أن استخدام أدوية محددة؛ مثل أدوية العلاج من السرطان، والمنشطات، وبعض محصرات قنوات الكالسيوم، وبعض أدوية علاج الصرع، من شأنه المساهمة في ظهور أمراض دواعم الأسنان.
الربط بين أمراض الفم والأمراض الجهازية
تربط الأدلة العلمية بين بعض الأمراض الجهازية وأمراض دواعم الأسنان. تقترح البحوث أن خطر أمراض القلب قد يزيد مع الأشخاص الذين يعانون من مرض دواعم الأسنان. ويمكن ربط الأمراض التنفسية مع أمراض دواعم الأسنان نتيجة لبكتيريا الفم، التي يمكن شفطها إلى الرئة فتسبب الالتهاب الرئوي. وقد أظهرت نتائج البحوث أن احتمال إصابة الرجال الذين يعانون من مرض اللثة بسرطان البنكرياس يصل إلى 54%، وسرطان الكلى 49%، وسرطان الدم 30%. كما أن مرضى السكر أكثر عرضة للإصابة بمرض دواعم الأسنان، والذي يزيد من تعقيدات مرض السكر ومستويات السكر بالدم. ويشير عدد من الدراسات إلى وجود علاقة بين مرض دواعم الأسنان والسكتة الدماغية. وتقترح البحوث أيضًا وجود صلة بين فقد العظام في الفك وهشاشة العظام.
أشكال مرض اللثة
هناك أشكال مختلفة لمرض دواعم الأسنان، إلا أن الأشكال التالية هي الأكثر شيوعًا:
التهاب اللثة المزمن: هو شكل من أشكال مرض دواعم الأسنان الأخف والقابل للإصلاح، ومن أعراضه التهاب اللثة وإحمرارها ونزفها. (لا يوجد فقد للعظام مع التهاب اللثة).
التهاب دواعم الأسنان العدواني: الفقد السريع للارتباط باللثة وتدمير العظام في وقت قصير.
التهاب دواعم الأسنان المزمن: هو الشكل الأكثر شيوعًا وتقدمًا من أشكال التهاب دواعم الأسنان - ويتطور ببطء.
مرض دواعم الأسنان الناخر: هو عدوى تنتج عن موت (نخر) أنسجة اللثة المحيطة بالسن والعظام المحيطة بها. (من أعراضه الشائعة الرائحة الكريهة ونزيف اللثة المؤلم.)
علاج مرض اللثة
قد ينصح طبيب الأسنان أو أخصائي دواعم الأسنان ببعض الإجراءات بعد التشخيص وتحديد سير المرض ووضع خطة للعلاج. من طرق معالجة مرض دواعم الأسنان التقشير وكشط الجذور أو علاج دواعم الأسنان غير الجراحي، والذي يؤدي إلى إزالة البلاك البكتيري والجير من أسطح الجذور من خلال بعض الإجراءات التي تتم باستخدام الأدوات اليدوية أو الموجات الصوتية أو فوق الصوتية. ويتبع التقشير وكشط الجذور عادةً علاج مساعد؛ مثل الأدوية المضادة للميكروبات.
وقد يُستخدم العلاج بالليزر أحيانًا كعلاج مساعد للتقشير وكشط الجذور. أثناء الإجراءات الخاصة بعلاج دواعم الأسنان، يستخدم كل جهاز ليزر موجات طولية ومستويات قوة مختلفة لإزالة الترسبات الجيرية بطريقة آمنة. شكل آخر من أشكال العلاج هو العلاج الدوائي، والذي يتضمن الأدوية الجهازية والموضعية. فيتم استخدام المضادات الحيوية الجهازية لتقليل أو إيقاف تقدم التهاب دواعم الأسنان. إلا أن العلاج الموضعي يتضمن عوامل للعلاج الكيماوي (مواد كيماوية) تقدم علاج محكم في جيوب دواعم الأسنان بغرض تحسين صحة هذه الدواعم. كما يتم استخدام إجراءات العلاج الجراحي لتوفير وصول أفضل لإزالة البلاك البكتيري وجير الأسنان، بهدف بناء أنسجة اللثة وتقليل عمق الجيوب. وتتم إجراءات العلاج الجراحي التجديدي لتجديد العظام والأنسجة المفقودة في حالة تلف العظام الداعمة للأسنان نتيجة لمرض دواعم الأسنان. ويمكن عكس بعض التلفيات التي حدثت من خلال تجديد الأنسجة والعظام المفقودة.
زيارة عيادات الأسنان
يجب زيارة عيادات الأسنان بشكل دوري على الأقل مرة في السنة، إلا أنه يجب زيادة عدد مرات الزيارة في حالة الشعور بأيٍ من الأعراض السابقة. ويمكن تحديد الحالة الصحية لدواعم الأسنان الخاصة بك بعد الخضوع لتقييم شامل يقوم به طبيب الأسنان أو أخصائي دواعم الأسنان أو أخصائي صحة الأسنان. بعد إجراءات التقشير وكشط الجذور أو العمليات الجراحية، يصبح من الضروري القيام بزيارات لعيادة الأسنان لإعادة فحص الحالة الصحية لدواعم الأسنان الخاصة بك وما إذا كنت بحاجة إلى المزيد من التدخل الجراحي. وينبغي أن يتم إعادة التقييم بعد أربعة أسابيع من التقشير وكشط الجذور. كما يجب القيام بزيارات متابعة دورية كل ثلاثة أو أربعة أشهر.