هل كنت تعلم أن المحافظة على صحة الأسنان اللبنية قد تؤدي إلى أسنان صحية مدى الحياة؟ فعلى الرغم من أنه سيتم استبدال هذه الأسنان اللبنية في الوقت المناسب بالأسنان الدائمة، فإنها قد تكون معرضة للنخر والتسوس، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية بالفم بعد ذلك. ومنها تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة، ويُعرف أيضًا بتسوس الأسنان المبكر لدى الأطفال أو تسوس زجاجة الرضاعة. سنلقي نظرة هنا على هذه الحالة وأيضًا على كيفية علاجها والوقاية منها، بحيث ينمو طفلك بابتسامة برّاقة وصحية.
تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة: العلاج والوقاية
ما هو تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة؟
إن معرفة الأسباب المؤدية لهذه الحالة هي الخطوة الأولى للوقاية منها. وتتضمن هذه الحالة إصابة الأطفال الصغار بتسوس الأسنان، وغالبًا ما يكون ذلك في الأسنان الأمامية العلوية. ومن الأسباب الرئيسية لهذه الحالة التعرض المستمر للمشروبات السكرية. ومن الأسباب الأخرى خلود الطفل للنوم وزجاجة الرضاعة في فمه، أو عندما تُستخدم زجاجة الرضاعة كوسيلة للإلهاء عندما يكون الرضيع عصبيًّا. وتفيد أيضًا الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تغطية الأسنان بأي سائل تقريبًا غير الماء لفترات طويلة قد يؤدي إلى تسوسها. وقد يؤدي أيضًا نقص الكميات المناسبة من الفلوريد إلى التسوس. ولأن تسوس الأسنان مرض، يُمكن أيضًا انتقال هذه الحالة المرضية عن طريق الأم أو الشخص القائم برعاية الطفل بشكل رئيسي من خلال اللعاب الذي يحتوي على البكتيريا المسببة للتسوس. على سبيل المثال، إذا قامت الأم بوضع ملعقة إطعام الطفل أو اللهّاية في فمها، فقد تنقل البكتيريا للطفل.
علامات تسوس أسنان الأطفال الناتج عن زجاجة الرضاعة
تستطيع البحث عن علامات التسوس في خط اللثة عند الأسنان الأمامية العلوية، حيث قد تجد بقعًا بيضاء على الأسنان. إلا أنه بسبب صغر حجم أسنان الرضيع، قد يصعب رؤية هذه العلامات بدون أدوات مناسبة. ولهذا يُنصح بعرض الرضيع على طبيب الأطفال أو طبيب أسنان الأطفال عند بلوغه الشهر السادس عندما تبدأ أسنانه الأولى في الظهور أو النمو. بهذه الطريقة، بإمكانك الحصول على خطة واضحة عن كيفية العناية بأسنان طفلك الجديدة ومنع أي تسوس مبكر من البداية.
ولكن إذا بدأ التسوس في التأثير على أسنان الرضيع، فقد تظهر المشكلات. إذا كان الرضيع يعاني من التسوس المبكر للأسنان، فهذا قد يؤدي إلى:
- الألم والإحساس بعدم الراحة في الفم.
- احتمال العناية المكلفة بالأسنان في المستقبل أو العناية الطارئة.
- تلف في الأسنان الدائمة أو فقدان الفراغ المطلوب لكي تنمو هذه الأسنان الدائمة.
- حدوث عدوى قد تؤدي إلى مشكلات صحية أخرى.
وبينما تبدو جميع هذه الأمور مخيفة، لا داعي للقلق - فتسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة قابل للعلاج ويمكن الوقاية منه.
الوقاية
تتضمن الوقاية من تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة مزيجًا من الوعي بما يتم وضعه في فم الطفل والمحافظة على نظام عناية بسيط.
- بعد إرضاع الطفل، يجب مسح لثته بمنشفة رطبة أو قطعة مبللة من الشاش.
- يجب تجنب اختلاط لعابك مع طفلك من خلال الملاعق أو اللهّايات.
- عندما تبدأ أسنان الطفل الصغير في الظهور، يجب تنظيفها بالفرشاة برفق، من خلال فرشاة أسنان ذات حجم مخصص للأطفال وكمية بحجم حبة الأرز من معجون أسنان بالفلوريد.
- يجب استخدام اللبن الصناعي أو لبن الثدي أو اللبن الطبيعي فقط في زجاجة الطفل، وتجنب السوائل مثل العصائر المسكرة أو المشروبات الغازية.
- يجب التأكد من إنهاء الطفل لمحتويات الزجاحة قبل فترات النوم والغفوات القصيرة.
- يجب ضمان نظافة اللهّايات وعدم تغطيتها بالسكر أو العسل.
- عند تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل، يجب إزالة حلمة الثدي من فم الطفل فور خلوده للنوم.
العلاج
إذا كان الطفل يعاني من تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة، يوجد علاج متاح وفعّال. وبحسب معهد بحوث الأسنان والوجه والجمجمة، يمكن مواجهة تسوس الأسنان لدى الأطفال، كما يمكن إصلاح مينا الأسنان، وذلك باستخدام الفلوريد. ولكن الخطوة الأولى هي التواصل مع طبيب الأطفال أو طبيب أسنان الأطفال. فهما قادران على إعداد خطة علاجية حسب عمر الطفل ومدى شدة الحالة.
فيما يخص العلاجات المحددة، فهذا سيتوقف على مدى شدة حالة الطفل. قد يوصي خبير الأسنان بعلاجات تحتوي على مادة الفلوريد، والتي قد تتضمن فلوريد ديامين الفضة الذي يعمل على إعادة تعدين المينا والعاج، أو غسولات الفم. قد تتطلب الحالات الأكثر حدة إغلاق الحفر والتشققات للمساعدة في الوقاية من التسوس والتحكم فيه. وأخيرًا، قد يوصي خبير الأسنان بإعطاء طفلك وجبات صغيرة تحتوي على أطعمة لا تسبب التسوس مثل الجبن والخضراوات المقرمشة وزبدة الجوز وتناول الماء الذي يحتوي على نسبة من الفلوريد والحد من محتوى السكر في الأطعمة والمشروبات.
إذا كان تسوس أسنان الطفل شديدًا
إذا كان الفلوريد ليس قويًّا بدرجة كافية لحالة طفلك، فقد يقترح طبيب أسنان الأطفال نهجًا أقوى في علاج تسوس الأسنان لدى الطفل. تفيد الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال بأنه يمكن استخدام التيجان المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ بالنسبة لمساحات التسوس الكبيرة، وهي لا تتطلب أي حماية أو إعادة علاج. في الحالات الشديدة جدًّا، قد يتطلب الأمر خلع الأسنان. وقد يكون هذا ضروريًّا إذا كانت الأسنان مصابة بالعدوى أو بالتسوس بحيث لا يمكن إنقاذها.
أهمية علاج تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة
الأسنان الدائمة التي ستخدم طفلك حتى يصل إلى مرحلة البلوغ تكون موجودة في عظام الفك منذ سنوات الطفل الأولى، وتكون الأسنان اللبنية بمثابة حافظات لمكان الأسنان الدائمة. فإذا فُقدت الأسنان اللبنية قبل الأوان، فقد يتأثر المكان المخصص للأسنان الدائمة. قد يؤدي الفقد المبكر للأسنان اللبنية إلى عدم محاذاة الأسنان الدائمة ومشكلات أخرى قد تتطلب علاجًا تقويميًّا مكثفًا.
أفضل طريقة لضمان صحة الأسنان المستمرة أثناء نمو الطفل هي التأكد من تعليم الطفل صحة الفم الجيدة منذ البداية. بالنسبة للرضع، هذا يعني تنظيف فم الرضيع بمنشفة رطبة أو قطعة مبللة من الشاش بعد كل رضاعة. وبالنسبة للأطفال، يعني ذلك الإشراف عليهم أثناء تنظيفهم لأسنانهم بفرشاة الأسنان. ويجب عليهم استخدام كمية بحجم حبة البازلاء من معجون أسنان بالفلوريد، ويجب التأكد من مساعدة هؤلاء الأطفال في بناء عادات غذائية صحية ومغذية.
هناك الكثير من الأمور التي يجب الانتباه إليها فيما يخص صحة رضيعك، وقد يبدو الأمر صعبًا. ولكن لحسن الحظ، أفضل نهج للتعامل مع تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة هو الوعي والوقاية. بعد أن يولد الطفل، يجب البدء في بناء عادات جيدة في العناية بصحة الفم، والمتابعة مع طبيب الأطفال أو طبيب أسنان الأطفال عند بلوغ الطفل شهره السادس أو عند ظهور أسنانه الأولى. بهذه الطريقة، ستكوني مُلمّة بالمعرفة الأمثل التي تمكنك من المحافظة على صحة فم طفلك، وهذا يعني ابتسامة صحية وواثقة عندما يكبر - وهو أمر سيشكرك عليه بالتأكيد.