إن العناية المناسبة بنظافة الفم لا تشمل التنظيف بالفرشاة مرتين وبالخيط مرة يوميًّا وحسب، بل تعني زيارة الأخصائيين بالعناية بالفم لإجراء التنظيف الاحترافي كل ستة أشهر. ورغم أن هذه الزيارات غالبًا سريعة ولا تسبب الألم، فإنها في بعض الأحيان قد تؤدي إلى الشعور بحساسية الأسنان، خاصة إذا خضعتم لتنظيف عميق. ولحسن الحظ، فهذه الحساسية تتلاشى مع مرور الوقت ولا تشير إلى أي مخاطر. دعونا نلقي نظرة على أسباب نشوء حساسية الأسنان بعد التنظيف، وما الواجب فعله في حال طالت مدة ذاك الشعور المزعج أكثر من المتوقع.
لمَ أعاني من حساسية الأسنان بعد تنظيفها في العيادة؟
لمَ أعاني من حساسية الأسنان بعد إجراء التنظيف؟
تحدث حساسية الأسنان عندما ينكشف العاج، وهو الطبقة التي تقع تحت المينا، بسبب انحسار اللثة. وتذكروا أن جذور أسنانكم لا تحميها طبقة المينا، لذا أي شيء يلامسها قد يسبب حساسية للأسنان، بما في ذلك أدوات طبيب الأسنان. ورغم أن حساسية الأسنان تنجم عن عدة عوامل، فتنظيف الأسنان في العيادة يعد سببًا معروفًا لها، لأن الأخصائي يجس اللثة ويستخدم أدوات تلامس المناطق التي تسبب حساسية لأسنانكم.
التنظيف العميق
لن تخضعوا لتنظيف عميق في كل زيارة لطبيب الأسنان، ولكن قد تشعرون بحساسية الأسنان إذا خضعتم لذلك الإجراء. وقد أوضحت وزارة الصحة ورعاية الأسرة في الهند بأن التقليح وكشط الجذور والذي يدعى أيضًا التنظيف العميق، هو إجراء علاجي لحالات أمراض اللثة. ويتضمن الكشط إزالة كل طبقات اللويحات والسموم البكتيرية أي القلح والترسبات الجيرية من على سطح الأسنان والجذور ومن ثم تقليح الجذور وتمليس المناطق الخشنة على سطحها. وتمليس أسطح الجذر وصقلها يمنع البكتيريا واللويحات والجير من الالتصاق مجددًا تحت الخط المحاذي للثة، مما يمنح لثتكم الفرصة للتعافي والاتصال مجددًا وبشكل أقوى بالأسنان. فالبكتيريا الموجودة في اللويحات تسبب التهاب اللثة وانتفاخها. فعندما تتراكم هذه الطبقة اللويحية تحت اللثة، يتضرر النسيج الداعم للأسنان مما يحفز ظهور أعراض التهاب اللثة مثل الجيوب اللثوية والنزيف وتحرك الأسنان. فعملية تسوية شكل الجذور السنية هي تنعيمها لمساعدة اللثة على الالتصاق مجددًا بالأسنان.
فقبل جلسة التنظيف العميق للأسنان قد تكون اللثة متهيجة ومنتفخة أو تحتوي على جيوب عميقة مع إصابة بكتيرية. إذ إن كشط وتقليح الجذور يساعدان في علاج تلك المشاكل، ولكن قد تؤدي هذه الطريقة العلاجية إلى ألم في الأسنان بعد إجراء التنظيف بسبب الانزعاج الطبيعي والنزيف. وقد يقوم طبيب الأسنان بتخديركم موضعيًّا في حال كان الألم شديدًا.
ما الخطوة التالية؟
من الطبيعي جدًا المعاناة من حساسية الأسنان بعد إجراء التنظيف العميق، وقد تدوم لمدة تصل إلى أسبوع. وقد يمتد الانتفاخ والألم بضعة أيام بسبب انتفاخ أو نزيف اللثة حينها. لذا ربما يصف لكم أخصائي العناية بالفم مضادات حيوية أو غسولًا فمويًّا للوقاية من الآلام ومنع أي عدوى محتملة.
العناية بالأسنان بعد التنظيف العميق
تساعد العناية الجيدة بالأسنان بعد تنظيفها بعمق، في شفاء اللثة والحد من الآلام والحساسية. فيجب الانتظار يومًا على الأقل قبل تنظيف الأسنان بالخيط، وتفريش الأسنان بحذر بفرشاة ناعمة الشعيرات ريثما تشفى اللثة من الانتفاخ. كما ننصح باستخدام معجون أسنان خاص بالأسنان الحساسة للمساعدة في علاج أو وقاية حساسية الأسنان، وتفادي تناول الأطعمة والمشروبات التي تؤجج الحساسية. أما إذا استمرت الحساسية لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع بعد الخضوع للتنظيف العميق، أو انتابكم القلق، فننصحكم بتحديد موعد مع طبيب أسنانكم. فهو أو هي سيتأكد من سلامة اللثة.
كيفية تفادي حساسية الأسنان
يعد التمعن في طرق العناية اليومية بالأسنان والفم، من إحدى وسائل الحد من حساسية الأسنان بعد التنظيف العميق. فبالإضافة إلى التفريش مرتين يوميًّا بفرشاة ناعمة الشعيرات ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد وتنظيف الأسنان بالخيط، ننصح بتجنب التفريش بقوة. كما يجب الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات الحامضية، والتي قد تسبب تراجع اللثة (رغم أن استخدام ماصة المشروبات يحد من هذه المخاطر، إضافة إلى شرب الماء بعد المشروبات الحامضية). وفي حال كنتم تعانون من صرير الأسنان، فيمكن أن يقدم لكم أخصائي العناية بالفم واقيًا للفم لحماية أسنانكم من تلف الأسنان بسبب الصرير والحد من حساسية الأسنان.
ورغم أن الشعور بحساسية الأسنان مزعج، فإنه طبيعي بعد تنظيف الأسنان ومؤقت. لكن إذا استمرت تلك الأعراض أكثر من بضعة أسابيع، فيجب التواصل مع طبيب أسنانكم ومراجعته بشأن مخاوفكم.
وتذكروا أن تنظيف الأسنان (والتنظيف العميق) طريقتان ممتازتان للحفاظ على صحة الفم ومكافحة التسوس. حتى لو كنتم تعانون من حساسية الأسنان بعد التنظيف، فلا تقلقوا. فهو طبيعي ومؤقت، وبداية لطريق الابتسامة الصحية.