لا شيء يضاهي متعة رؤية ابتسامة طفلك. ولكن بمجرّد أن تنمو أسنانه، يصبح أكثر عرضة لمرض اللثة، والمعروف أيضًا باسم التهاب اللثة أو مرض دواعم الأسنان. على الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعًا عند البالغين، إلا أنها تظل قادرة على مهاجمة لثة طفلك. لحسن الحظ، عادة ما يكون علاج التهاب اللثة بسيطًا ويشكّل فرصة رائعة لتعليم أطفالك بشأن العادات الجيّدة لصحة الفم. سنلقي نظرة هنا على علامات التهاب اللثة لدى الأطفال، وما الذي يمكن القيام به للوقاية منه والتغلّب عليه.
علاج التهاب اللثة عند أطفالك
ما هو التهاب اللثة، وما هي أعراضه؟
عندما يفرّش طفلك أسنانه، هل تلاحظ وجود تورّم أو احمرار حول أسنانه أو لثته، أو هل يشتكي طفلك من الألم والحساسية؟ أو عندما يتمضمض بعد تفريش الأسنان، هل يبصق القليل من الدم؟ قد تكون هذه علامات على التهاب اللثة. تتسبّب اللويحات الموجودة بطول خط اللثة وبين الأسنان في حدوث التهاب اللثة. وفقًا لمايو كلينك، تصبح اللويحات الباقية خلف الأسنان بعد تفريشها صلبة على سطح الأسنان وتتحوّل إلى قلح. يكون القلح صلبًا ويجمع البكتيريا ولا يمكن إزالته إلا بواسطة أخصائي أسنان. إذا ظل القلح موجودًا على أسنان طفلك، فيمكن أن يتسبّب في تهيّج نسيج اللثة المحيط بأسنان طفلك، والذي يؤدي إلى النزيف والتورّم، وهما من علامات التهاب اللثة.
هل أنت مستعد لتعلّم كيفية علاج التهاب اللثة عند الأطفال؟ كما قد تكون استنتجت، أفضل طريقة للوقاية من التهاب اللثة لدى الأطفال تكمن في منع تراكم اللويحات في المقام الأول. إليك اقتراحات للمساعدة على تقليل التهاب اللثة والوقاية منه والتغلّب عليه.
تفريش أسنانهم
يعد تفريش الأسنان المنتظم والكامل ضروريًا للوقاية من التهاب اللثة والتغلّب عليه. في حين أن الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات يمكنهم على الأرجح تفريش أسنانهم بمفردهم بدون إشراف شخص بالغ، يحتاج الأطفال الأصغر سنًا إلى المساعدة في تكوين عاداتهم ومهاراتهم. كل طفل يختلف عن الآخر، لذلك قد تحتاج إلى الرجوع إلى بعض النصائح حول أفضل طريقة لمساعدة طفلك على تفريش أسنانه. ولكن الأهم تفريش الأسنان باستخدام فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة (جرّب أن تسمح لهم باختيار واحدة من المتجر) ومعجون أسنان يشتمل على الفلوريد مرتين يوميًا.
التنظيف بين أسنانهم
إلى جانب تفريش الأسنان، يؤدي التنظيف بين أسنانهم باستخدام أداة تنظيف بين الأسنان، مثل خيط تنظيف الأسنان، أحد أهم الدفاعات ضد اللويحات. ولكن كما تعلم، ليس من السهل اكتساب عادة استخدام خيط الأسنان. لحسن الحظ، يمكنك اختيار خيط الأسنان بالنكهة المفضّلة أو استخدام أداة تنظيف الأسنان بالخيط المجهّزة مسبقًا بالخيط لجعل هذه الممارسة ممتعة بصورة أكبر. توجد توصية عامة بالبدء في استخدام خيط الأسنان لطفلك بمجرّد أن تصبح لديه سنان متلامستان أو عندما يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات.
لتنظيف أسنان طفلك باستخدام خيط الأسنان، استخدم قطعة بطول 18 بوصة تقريبًا ولف الطرفين حول إصبعي الوسطى. أدخل خيط الأسنان بحرص بين الأسنان وشكّل حرف "C". حرّك خيط الأسنان لأعلى وأسفل، وحرّكه برفق أسفل اللثة لإزالة أي لويحات وبقايا طعام. استخدم منطقة نظيفة من خيط الأسنان بين كل سنّين. عندما يبلغ طفلك سن العاشرة من عمره، من المفترض أن يكون قادرًا على استخدام خيط الأسنان بنفسه بكفاءة. يمكن أن يساعد أخصائي الأسنان على تعليم طفلك مهارات تفريش الأسنان واستخدام خيط الأسنان الصحيحة.
تحديد مواعيد لجلسات التنظيف
كما ذكرنا سابقًا، عند تراكم القلح، لا يمكن إزالته إلا بواسطة أخصائي أسنان. ينفّذ أخصائيو صحة الفم عمليات تنظيف احترافية يمكنها أن تساعد على التغلّب على التهاب اللثة. إذا كانت أعراض التهاب اللثة لدى طفلك خطيرة، فحدّد موعدًا لإجراء تنظيف خاص حتى يتمكّن أخصائي الأسنان من التعامل مع ذلك في أقرب وقت ممكن. خلاف ذلك، احرص على تحديد موعد لزيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر.
خلال هذه الزيارات، سيقوم أخصائي النظافة الصحية للفم بإزالة اللويحات باستخدام مجموعة مناسبة من أدوات التقشير وصقلها بمعجون خاص بإزالة البقع. يعمل هذا التنظيف الاحترافي على إزالة تراكم اللويحات من أسنان طفلك ولثته وتحسين النظافة الصحية للفم بصورة عامة.
ترطيب الفم الجاف
يمكن أن يتسبّب الفم الجاف في نزيف اللثة الموجودة حول الأسنان العليا. يمكن أن يتطوّر لدى الأطفال، الذين يعانون من انسداد المجاري الأنفية أو الذين يتنفسون من فمهم بسبب الاعتياد على ذلك أو أثناء النوم، جفاف الفم وتكون اللثة عرضة للنزيف. وذلك لأن عدم وجود اللعاب يتيح نمو وازدهار المزيد من البكتيريا، مما يؤدي إلى التهاب اللثة. لحسن الحظ، يساعد استعمال طبقة رقيقة من الفازلين على الشفتين واللثة وشرب كوب من الماء في الليل على الحفاظ على ترطيب الفم. إذا كان طفلك يعاني من التنفس من الفم بصورة مزمنة، فاستشر طبيب الأطفال لتحديد السبب وراء ذلك والحصول على توصيات للعلاج. قد يكون التنفّس عن طريق الفم مرتبطًا بمشاكل متعلّقة بنمو الفكين، لذلك قد تكون زيارة طبيب تقويم الأسنان مطلوبة.
كن مثالاً يحتذى به
من المفيد ممارسة النظافة الصحيّة الجيّدة للفم والتشجيع على الممارسات الجيّدة للنظافة الصحية للفم مع الأطفال للتقليل من التهاب اللثة والقضاء عليه. كلما زاد تشجيعك على تلك العادات، بالإضافة إلى إمدادهم بالفاكهة والخضراوات الصحية، أصبح دورك حاسمًا في الوقاية من التهاب اللثة.
من خلال العناية المنزلية المستمرة، من المفترض أن تعود اللثة إلى حالتها الوردية الطبيعية في خلال أسابيع، إذا لم يحدث ذلك خلال بضعة أيام. ومع ذلك، إذا لم تعمل الحمية الغذائية المحسّنة والعناية الممتازة بالفم على تحسين لثة طفلك، فقم بزيارة أخصائي الأسنان. يمكنه مناقشة المشكلة واستبعاد الأسباب الأكثر خطورة، والتوصية بأفضل خطة علاجية.
قد يبدو تعلّم كيفية علاج التهاب اللثة لدى الرضّع والأطفال مهمة كبيرة. ومع ذلك، يتلخّص الأمر في مساعدة طفلك على فهم عواقب تراكم اللويحات، وإيجاد العناية الجيّدة بالفم، وتناول الطعام الصحي، وحضور جلسات التنظيف بصورة دورية. عندما تصبح لثة طفلك صلبة وصحيّة مرة أخرى، تابع العمل في تكوين عادات جيّدة لصحة الفم. بهذه الطريقة، سيحتفظ طفلك بالابتسامة الجميلة التي تحبها طوال العمر.