قد تتسبب رائحة الفم الكريهة في مواقف اجتماعية محرجة لبعض الأشخاص. عادةً ما تبدأ رائحة الفم الكريهة في تجويف الفم، ولكن في بعض الحالات النادرة، قد تكون مشكلة جهازية. من هذه المشكلات مرض جيني يُعرف باسم بيلة الثلاثي ميثيل أمين، وهي خلل أيضي في الجهاز الهضمي. إليك ما تحتاج لمعرفته عن هذا الخلل وكيف يؤثر على صحة فمك.
بيلة الثلاثي ميثيل أمين ورائحة السمك
الجينات
إذا كنت تعاني من هذا الخلل، فأنت مصاب بنقص وراثي في الإنزيمات. والحقيقة أن معظم حالات بيلة الثلاثي ميثيل أمين تكون بسبب تحول في الجين FM03. البكتيريا الموجودة في المعدة تنتج ثلاثي الميثيل أمين من سلائف ثلاثي المثيل أمين-N-أوكسيد والكولين. وتكون لها رائحة سمكية، إلا أنها تتحول عادةً إلى ثلاثي الميثيل أمين في الكبد بمفعول أحد الإنزيمات. ويكون هذا المنتج الثانوي عادةً بلا رائحة.
ولكن إذا كنت تفتقد هذا الإنزيم، فسيحدث تراكم لمادة ثلاثي الميثيل أمين، والتي يتم إخراجها في النهاية في البول والعرق والنَفس - الأمر الذي يسبب رائحة سمكية ملحوظة. وقد يتسبب الجمع بين رائحة الفم ورائحة الجسم الكريهة هذه في جعل الشخص الذي يعاني من هذه الحالة يشعر بالخجل الشديد.
تشخيص بيلة الثلاثي ميثيل أمين وعلاجها
للحصول على تشخيص، يجب أن يستبعد طبيبك الاضطرابات الأخرى التي قد تتسبب في رائحة الجسم التي لا يمكن التحكم فيها. يتم تحليل عينة بول لتحديد مستويات بيلة الثلاثي ميثيل أمين وثلاثي المثيل أمين-N-أوكسيد في الحالة المشتبه إصابتها ببيلة الثلاثي ميثيل أمين. يتوفّر الاختبار الجيني أيضًا لـ FM03، وهو الجين المعروف تسببه في بيلة الثلاثي ميثيل أمين.
يتم التحكم في أعراض بيلة الثلاثي ميثيل أمين من خلال التعديل في النظام الغذائي، مثل تجنّب الأسماك والأطعمة الأخرى الغنية بثلاثي المثيل أمين-N-أوكسيد. أحيانًا ما يتم وصف المضادات الحيوية لمحاولة تصحيح فلورا (أو بكتيريا) المعدة. كما يمكن استخدام الفحم المُنشّط لمحاولة تقييد بيلة الثلاثي ميثيل أمين في المعدة.
التأثيرات على صحة الفم
على الرغم من أنه لا يوجد تأثير غير معروف أو تأثير سلبي موثّق لبيلة الثلاثي ميثيل أمين على الأسنان أو اللثة، إلا أنها تشكل سببًا محتملاً لرائحة الفم الكريهة. اللسان هو المنطقة الأكثر عرضة لاستضافة البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة، لذلك قد تساعد فرشاة الأسنان المزوّدة بكاشطة لسان مدمجة في كشط هذه البكتيريا لإزالتها. ومع ذلك، في النهاية، تذكّر أن هذه مشكلة طبية تتطلّب التدخّل من طبيبك.